الدرس الثاني والثلاثون: الخطابة - عبد الله النديم

1- أوضح: (الخطابة فن نثري يلبي حاجة الإنسان).

هي فن من الفنون النثرية عرفه المجتمع البشري قديماً لأنه يلبي حاجة الإنسان التي يقع فيها ليحث قومه على أمر معين أو ليرد على أعداء قومه أو يدافع عن نفسه أو عن غيره ولا يتم هذا الفن إلا بحضور عد من الناس يقلون أو يكثرون.

2- ما أهم المميزات (الصفات) التي يجب توافرها في الخطيب؟

وتأتي في مقدمة شروط الخطيب سلامة الجهاز الصوتي والسيطرة على مخارج الأصوات ووضوحها وجمال وقعها واكتساب الخبرة الذاتية التي تعين الخطيب بعد أن يستعين بالموروث الأدبي والتاريخ والأنساب والسياسة والموهبة الفطرية التي تعد الأساس في شحذ همة الخطيب بحيث ينطلق بالكلام من دون تلكؤ فيتدفق كالسيل وتأتيه الأفكار والمعاني من غير تناقض فضلاً على ذلك فإن لإيمانه بقضيته أثراً كبيراً في إنسياب خطبته إذ يقال: (إن الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب).

3- لم تقتصر الخطابة على العرب، وضح ذلك.

وسبق العرب إلى هذا الفن أمم أخرى وقد أوجدها الإنسان واستعملها حيثما أحتاج إليها لتلبي حاجته الإنسانية والدعائية.

4- تتبع بإيجاز تطور الخطابة عبر العصور حتى النهضة الحديثة.

وكان هذا شأن العرب إذ مرت الخطابة بأدوار متطورة تبعاً للمرحلة أو العصر الأدبي فلقد عرفت الخطابة في العصر الذي سبق الإسلام ومضت مع الشعر جنباً إلى جنب لتكون لسان حال الفرد والقبيلة والمجتمع وإن كانت أنواعها محددة وعندما جاء الإسلام غير حياة الأمة بأسرها فأضحت الخطابة نوعاً أدبياً متميزاً يحتاج إليه المجتمع الجديد أكثر من العصر السابق. وبلغت الخطابة ذروتها في العصور التي تلت لدواعيها الدينية والإجتماعية لا سيما في العصر العباسي إذ بقيت المنابر قائمة تدوي بأصواتها الهادرة تدعو الناس للدولة الجديدة مثل الخطب الدينية والإجتماعية وإذا مضينا مسرعين إلى ما بعد الخلافة العباسية نجد أن الخطابة -شأن الفنون الأخرى- قد ضعف شأنها في (الفترة المظلمة) والعهد العثماني وما إن حلت النهضة في حياة الأمة في العصر الحديث إلا نهض هذا الفن وتقدم لوجود أسباب نهضتها مرة أخرى فبرز عدد من الخطباء منهم سعد زغلول وأحمد عرابي وفهمي المدرس وبقيت موضوعاتها الرئيسة زيادة على نوع جديد من الخطب ظهر في هذا العصر وهو الخطب القضائية وهي التي تلقى في المحاكم من المحامي أو (المدعي العام) وهذا النوع يستند إلى الأدلة المنطقية بعيداً عن الإنشاء والعبارات العاطفية والمحسنات البديعية.

5- أوضح: (بلغت الخطابة ذروتها في العصور التي تلت عصر ما قبل الإسلام والعصر الإسلامي، ولا سيما عصر النهضة الحديثة).

وذلك بسبب عوامل النهضة التي توفرت لنهضة هذا الفن وبروز عدد من الخطباء منهم سعد زغلول وأحمد عرابي وفهمي المدرس وبقيت موضوعاتها الرئيسة وزيادة على نوع جديد ظهر هو الخطبة القضائية.

الخطبة القضائية: وهي التي تلقي في الحاكم من المحامي أو من المدعي العام وتستند إلى الأدلة المنطقية بعيداً عن الإنشاء والعبارات العاطفية والمحسنات البديعي.

6- اكتب ما تحفظ من خطبة عبد الله النديم.

(ما أضاءت شمس المعارف في أمة، إلا اهتدت إلى سبيل الرشاد، وسلكت طريق الحضارة ونالت من الغايات أقصاها، وقهرت المصاعب بما تتخذه من الوسائل الداعية إلى سعادة بلادها، وتمتعها بنعيم العيش، كتقدم الزراعة والتجارة والصنائع، إلى غير ذلك مما يبث فيها روح المدينة والعمران، ولكن ما علمناه من السلف وما نعلمه للخلف قد يشذ في الغالب عن تلك القاعدة، فكم من دولة نبغت في المعارف، وغاصت في بحار العلوم، فأتت بدرها المكنون، وجوهرها الثمين، لم تشعر إلا وقد صدها من بلوغ الآمال عوائق لم تخطر لها على بال، فأضحت تقاسي مرارة الهوان).

7- ما مضمون خطبة عبد الله النديم؟

مضمون الخطبة: هذه الخطبة لأديب مصري معروف من رجال ثورة أحمد عرابي المناهضين للاحتلال الأجنبي فهي تتحدث عن أهمية العلم بوصفه طريقاً للسعادة وهو يرى الربط بين العلم وتحقيق السعادة والتقدم قاعدة عامة لكن يشذ عن ذلك حالات بلغت فيها الأمم مرحلة عظيمة من التقدم العلمي ومع ذلك لم تحقق ما ترجوه بسبب إخفاقها في القيام بما يجب عليها للوطن لأنها لم تقرأ العواقب وتستشرق المستقبل فالنديم يرى إن الإخفاق في مجال الإدارة والسياسة يضيع على الأمة فرصة الإنتفاع بالعلم.

8- بم إمتاز عبد الله النديم في خطبته؟

والخطيب فصيح اللفظ متين السبك يظهر فيه أثر التراث وميل الخطيب إلى الأخذ ببعض الأساليب البلاغية دون إسراف وإنما كانت تجيء عفو الخاطر ميل الخطيب إلى الموازنة في الجمل وتكرار العبارات الدالة على المعنى الواحد مما يسميه البلاغيون (الترادف).