الدرس الثاني: من الحديث النبوي الشريف احترام العمل وتقويم اليد العاملة

المناقشة:

1- حث الإسلام على العمل، اذكر آية قرآنية كريمة وحديثاً نبوياً شريفاً في هذا المعنى.

إن مما يرفع من منزلة الإنسان عند الله (عز وجل) وفي المجتمع هو ما تكسبه يده فمن سعى وعمل تقدم وارتفع فالعمل في الإسلام يعد شرفاً وواجباً على كل إنسان.

قال تعالى: (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى) وإن جميع الأنبياء قد عدوا العمل جزءاً متمماً لدعوتهم في الإصلاح وانتشال المجتمعات من مظاهر التخلف والفساد والبطالة قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه).

2- لماذا خص القرآن الكريم داود عليه السلام بالذكر من بين سائر الأنبياء الذين عاشوا من كسب أيديهم؟

خص القرآن الكريم النبي داود (عليه السلام) بالذكر فلأنه كان غنياً وفي ذلك لقيمة العمل وتكريم للعاملين وتفضيلاً لهم على من آثروا الراحة والدعة والخمول وقد جاء هذا التفضيل والتكريم في شخص النبي لأنه على رغم غناه وسعة ملكه لم يكن النبي داود (عليه السلام) الوحيد من بين الأنبياء الذي كان يكسب من عمل يده فالكثير منهم يشاركونه في ذلك ومنهم نبي الله زكريا (عليه السلام) الذي كان يعمل نجاراً والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) الذي كان يعمل بالتجارة في مال خديجة بنت خويلد "رضي الله عنها" قبل البعثة.

3- متى تتحقق محبة الله للمؤمنين؟

بين لنا النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) أن محبة الله (عز وجل) تتحقق للمؤمن إذا احترف لنفسه حرفة أو عمل عملاً مهما كان صغيراً فقال (صلى الله عليه وسلم): (إن الله يحب العبد المؤمن المحترف الحليم) وإن العمل عبادة فمن اتجه إليه والتزمها فإن الله يغفر ويمحو سيئاته لأن العمل تهذيب للنفس وتطهير للضمير وصحة للبنية ونفع للمجتمع فهو مقو للجسد وحافظ لكيان الأمة من التخلف والتدهور والانهيار.

4- ما منافع العمل للفرد والمجتمع؟

1. إن العمل يرفع من منزلة العبد عند الله تعالى وفي المجتمع وهو واجباً وطنياً كذلك.
2. العمل هو نوع من أنواع العبادة.
3. وهو كذلك تكريم للإنسان.
4. في حفظ لكرامة الإنسان من سؤال الآخرين وحفظ لماء الوجه.

5 -هل يقتصر العمل على اليد فقط؟ وضح ذلك.

حين يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): (من عمل يده) فلأن أغلب الأعمال بها، ولكن هناك أعمال ليست باليد فالذي يحصل من كسب النظر للمحافظة على المال ورعايته عمل، ومن منح العلم ونشره بين الناس عمل، وكل كسب حلال خالٍ من الغش هو عمل، وهذا ما نصت عليه قواعد الشرع ورفعت من شأنه فقد قال الرسول (صلى الله عليه وسلم): (رحم الله امرء عمل عملاً فأتقنه).

6 -ما أثر سؤال الإنسان في الحياة الدنيا؟ وكيف يأتي يوم القيامة؟

حث النبي (صلى الله عليه وسلم): على العمل الحلال وأن لا يبالي بنوع العمل وما يتحمله من نوع المشاق والمتاعب في سبيل التعفف والقناعة والتنزه عن السؤال فلو جاء الإنسان بحزمة من الحطب بعد أن تحمل مشاق قطعها وباعها وانتفع بثمنها، لهو أفضل له من أن يمد يده إلى الناس الذي يريق ماء الوجه ويحط من الكرامة ولا يقتصر ذلك على الدنيا فقط وإنما يحشر يوم القيامة ذليلاً حقيراً.