الدرس الثالث: التعبير

أولا: التعبير الشفهي:

ناقش الأسئلة التالية مع مدرسك وزملائك:

1- كيف وصف الله سبحانه وتعالى رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) في كتابه الكريم؟

• الرحمة: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: 107]

• الخلق العظيم: (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم: 4]

• الشاهد والمبشر والنذير: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا) [الأحزاب: 45]

• الحريص على هداية أمته (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) [التوبة: 128]

2- هل تعرف بعض صفات النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) التي تتمنى أن يقتدي بها الناس جميعاً؟

نعم، هناك صفات عظيمة كثيرة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأتمنى أن يقتدي بها الناس، ومنها:

• الرحمة واللين في المعاملة
• الصدق والأمانة
• التواضع رغم علو مكانته
• الحلم وكظم الغيظ
• العدل وعدم التمييز بين الناس
• الصبر على الأذى

3- ما دليلك على أن الرسول محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) أرسل رحمة للعالمين؟

(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) [الأنبياء: 107]
وهذا النص صريح بأن رسالة النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ليست خاصة بالمسلمين فقط، بل هي رحمة شاملة لجميع الخلق، إنسهم وجنّهم، بل حتى للحيوان والبيئة.

4- كيف نفيد برأيك من أخلاق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) التي هي أهلاق الإسلام في الدفاع عن حرمة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ضد حملات التشويه المعتمدة؟

• الرد بالحكمة والموعظة الحسنة (ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) [النحل: 125]
• التحلي بالصبر وضبط النفس
• إظهار الجانب العملي من سيرته وسنته وأخلاقه من خلال تصرفاتنا نحن المسلمين
• التمسك بالعدل في ردودنا وعدم تعميم الإساءة على الآخرين
• نشر سيرته وأخلاقه بلغات مختلفة بأسلوب راقٍ يفهمه غير المسلم

فأخلاقه (صلى الله عليه وآله وسلم) هي أعظم سلاح نواجه به حملات التشويه.

ثانياً: التعبير التحريري:

قال حسان بن ثابت يمدح رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):

وأحسن منك لم تر قط عيني وأجمل منك لم تلد النساء

خلقت مبرءاً من كل عيب كأنك قد خلقت كما تشاء

اجعل هذين البيتين منطلقك لكتابة قطعة نثرية علا ألا تقل عن صفحة واحدة.

نبيُّ الرحمة والجمال الكامل

حين ينطق الشعراء، ويُسخّر اللسان لوصف الحُسن والكمال، تقف الكلمات عاجزة أمام مقام محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). كيف لا، وهو الذي قال فيه حسان بن ثابت:
وأحسن منك لم ترَ قطّ عيني،
وأجمل منك لم تلد النساء؟

لقد بلغ النبي الأكرم من الجمال الظاهري والباطني ما لم يبلغه بشر، لا لأنّه فقط كان جميلاً في خِلْقَتِه، بل لأنّه جمع إلى جمال الصورة، كمال الروح ونقاء القلب وعظمة الأخلاق. لقد خُلق مبرّأ من كل عيب، كأنّ الجمال والكمال اجتمعا بين يديه، وكأنّه خُلق كما يشاء، كما قال شاعر رسول الله.

كان وجهه يتلألأ كالبدر في الليلة الظلماء، وإذا ابتسم، انشرحت الصدور، وهدأت القلوب، وكأنّ الرحمة تُستقى من نبرات صوته، والسكينة تُبثّ من نظراته. لم يكن جميلاً في خَلقِه فحسب، بل كان في خُلُقِه أعجوبة، يشهد لها القريب والبعيد، الصديق والعدو، المؤمن والكافر.

لقد عاش محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بين الناس إنسانًا يحمل رسالة السماء، لكنه لم يفارق تواضعه، رغم علو منزلته. كان إذا مشى، مشى مع الضعفاء، وإذا جلس، جلس على الأرض، وإذا دعا، دعا للناس لا على الناس، وإذا خاصم، عدل ولم يظلم. كان لينًا مع من جهل عليه، حليمًا مع من آذاه، لا يزيده الجهل إلا حلمًا، ولا يزيده الأذى إلا دعاءً.

إنّ من تأمّل سيرته، أدرك أن جماله الحقيقي لم يكن في ملامحه وحدها، بل في قلبه الكبير، وعقله الراجح، ولسانه الصادق، وعدله الشامل، ورحمته الواسعة. لقد كان قرآنًا يمشي على الأرض، كما وصفته أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها).

وفي زمن تتكاثر فيه حملات التشويه والافتراء، تبقى سيرته هي النور الذي نردّ به، ونُظهر من خلالها حقيقة هذا النبي العظيم. لا نحتاج للصراخ، ولا للشتم، بل نحتاج فقط أن نُحيي فينا أخلاق محمد، لنكون بفعلاً من أتباعه، ومن دعاة الحق والجمال والسلام.

فيا حسان، صدقت وربّ الكعبة: ما رأت عين أجمل منه، وما حملت النساء أطهر منه، وما مشى على الأرض أحد أكمل منه خَلقًا وخُلُقًا.