شرح درس اسلوب التعجب

قد يقرأ الإنسان أو يرى شيئاً غير مألوف ينفعل له ويتأثر فيعبر عن هذا الانفعال والتأثر بأسلوب يسمى أسلوب التعجب وله أساليب كثيرة تختصر في نوعين:

وهو ما سمع عن العرب من أساليب أفادت التعجب دون أن يخضع الأسلوب لقاعدة نحوية.

ويكون بعدة طرق منها:

أ- الاستفهام المجازي المقصود منه التعجب، حيث يفهم من سياق الكلام.

قال تعالى: (كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم).

كيف: استفهام خرج إلى التعجب (تعجب سماعي).

قال تعالى: (أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إن هذا لشيءٌ عجيبٌ).

أألد: استفهام خرج إلى التعجب (تعجب سماعي).

قال تعالى: (أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون).

أتأمرون: استفهام خرج الى معنى التعجب (تعجب سماعي).

قال تعالى: (قالت أنى يكون لي غلامٌ ولم يمسسني بشرٌ ولم أك بغيا).

أنى: استفهام خرج الى معنى التعجب (تعجب سماعي).

أبنت الدهر عندي كل بنت فكيف وصلت أنت من الزحام.

فكيف: استفهام خرج إلى معنى التعجب (تعجب سماعي).

ب- التعجب بطريقة الاستغاثة (يا).

ويستعمل لذلك حرف النداء والتعجب (يا) ثم يؤتى بالاسم المتعجب منه مقترناً بلام مفتوحة تسمى (لام التعجب) تجر ما بعدها المتعجب منه سواء أكان اسماً ظاهراً أم ضميراً عائداً.

يا لجمال الطبيعة، يا للروعة، يا للهول.

فيالك من ليل كأن نجومه بكل مغار الفتل شدت بيذبل

• يا: حرف نداء وتعجب. لك: الالم حرف جر. الكاف: ضمير مبني في محل جر.
• من: حرف جر زائد للتوكيد. ليل: تمييز مجرور لفظاً منصوب محالاً.

فيالك بحراً لم أجد فيه مشرباً وان كان غيري واجداً منه مسبحاً.

يا: حرف نداء وتعجب. لك: اللام حرف جر. الكاف: ضمير مبني في محل جر. بحراً: تمييز منصوب.

فيالك من حزمٍ وعزم طواهما جديد الردى بين الصفا والصفائح.

يا: حرف نداء وتعجب. لك: الالم حرف جر. الكاف: ضمير مبني في محل جر. من: حرف جر زائد للتوكيد. ليل: تمييز مجرور لفظاً منصوب محلاً.

ج- التعجب بصيغة (لله در).

لله درك أي جنة خائف ومتاع دنيا أنت للحدثان.

• لله درك: تعجب سماعي بصيغة (لله درك).
• لله: جار ومجرور شبه الجملة خبر مقدم وجوباً. درك: مبتدأ مرفوع.

فلله دري يوم اترك طائعاً بني بأعلى الرقمتين وماليا.

لله دري: تعجب سماعي بصيغة (لله دري).

فقلدوا أمركم لله دركم رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا.

لله دركم: تعجب سماعً بصيغة (لله دركم).

د- التعجب بصيغة ب (سبحان الله) التي تصاحبها قرينة تدل على أن المقصود منها التعجب كما جاء في الحديث النبوي الشريف:

(سبحان الله! المؤمن لا ينجس حياً أو ميتاً).

• سبحان الله: تعجب سماعي بصيغة (سبحان الله).
• سبحان: مفعول مطلق لفعل محذوف وجوباً منصوب.

قال تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً).

سبحان: تعجب سماعي بصيغة (سبحان).

قال تعالى: (سبحان الله عما يشركون).

سبحان الله: تعجب سماعي بصيغة (سبحان الله).

هـ- التعجب بلفظة (عجب) ومشتقاته (عجب، عجيب، عجباً، أعجبني، عجبت).

أفمن هذا الحديث تعجبون.

تعجبون: تعجب سماعي بلفظة (تعجبون).

عجبت لسعي الدهر بيني وبينها فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر.

عجبت: تعجب سماعي بلفظة (عجب). المتعجب منه: سعي الدهر.

فوا عجباً كم يدعي الفضل ناقصٌ ووا أسفاً كم يظهر النقص فاصل.

عجباً: تعجب سماعي بلفظة (عجباً).

وله صيغتان هما:

أ- صيغة (ما أفعله!) وهذه الصيغة تكون جملة أسمية.

• ما: تعجبية نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
• أفعل: فعل ماضٍ جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره (هو) والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ (ما).
• هـ!: أشارة إلى المفعول به (المتعجب منه).

قال تعالى: (قتل الإنسان ما أكفره).

• ما: تعجبية نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
• أكفر: فعل ما ٍض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره (هو) والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ (ما).
• هـ!: ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

قال تعالى: (ما أصبرهم على النار).

• ما: تعجبية نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
• أصبر: فعل ما ضٍ جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره (هو) والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ (ما).
• هم: ضمر متصل في محل نصب مفعول به.

أعلل النفس بالآمال أرقبها ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.

• ما: تعجبية نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
• أضيق: فعل ما ٍض جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره (هو) والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ (ما).
• العيش: مفعول به منصوب.

بنفسي هذي الأرض ما أطيب الربا وما أحسن المصطاف والمتربعا.

• ما: تعجبية نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
• أطيب: فعل ماضٍ جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره (هو) والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ (ما).
• الربا: مفعول به منصوب.

أنت النعيم لقلبي والعذاب له فما أمرك في قلبي وأحلاك.

• ما: تعجبية نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
• أمر: فعل ماضٍ جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره (هو) والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ (ما).
• الكاف: ضمير متصل في محل نصب مفعول به.

ما أروع الانتصار.

• ما: تعجبية نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
• أروع: فعل ماضٍ جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره (هو) والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ (ما).
• الانتصار: مفعول به منصوب.

يمكن أن يكون المتعجب منه مصدراً مؤولاً ويبقى الموقع الإعرابي نحو:

ما أجمل أن نلتقي في العراق. التقدير/ ما أجمل التقاءنا في العراق.

• ما: تعجبية نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
• أجمل: فعل ما ضٍ جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره (هو) وجوب والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ (ما).
• أن نلتقي في العراق: المصدر المؤول في محل نصب مفعول به.

يجوز حذف المتعجب منه بعد (ما أفعل) إذا كان الكلام واضحاً نحو:

جزى الله غير والجزاء بفضله ربيعة خيراً ما أعف وأكرما.

التقدير/ ما أعفهم وأكرمهم!!

قد يفصل بى (ما) التعجبية وفعل التعجب ب (كان الزائدة) لإعطاء التعجب دلالة الزمن الماضي.

ما كان أحوج ذا الجمال إلى عيب يوقيه من العين.

تقع نون الوقاية بعد (ما افعل) إذا كان المتعجب منه (ياء المتكلم) نحو:

ما أحوجني إلى رحمة ربي!

ب- صيغة (أفعل به) وهذه الصيغة تكون جملة فعلية.

• أفعل: وهو فعل ماض جامد على صيغة فعل الأمر لإنشاء التعجب مبني على السكون.
• الباء: حرف جر زائد لازم.
• المجرور بالباء: فاعل مرفوع لفظاً (المتعجب منه).

أروع بالانتصار.

• أروع: فعل ماض جامد على صيغة الأمر لإنشاء التعجب مبني على السكون.
• الباء: حرف جر زائد لازم. الانتصار: فاعل مرفوع محلاً مجرور لفظاً.

أجمل بالوطن.

• أجمل: فعل ماض جامد على صيغة الأمر لإنشاء التعجب مبني على السكون.
• الباء: الباء حرف جر زائد لازم. الوطن: فاعل مرفوع محلاً مجرور لفظاً.

يجوز حذف الفاعل المجرور بالباء الزائدة إذا عطف فعله على نظير له كما في لوله تعالى:

(أسمع بهم وأبصر) اي: أسمع بهم وأبصر بهم.

لا يجوز حذف الباء الزائدة الداخلة على المتعجب منه نحو: أجمل بالفضيلة! وإن كانت زائدة لأن زيادتها لازمة، إلا أن تكون قبل (أن، إن) فيجوز حذفها لاطراد حذف حرف الجر قبلهما.

لا يفصل بين فعلي التعجب ومعمولهما إلا بشبه جملة أو المنادى أو الظرف.

خليلي ما أحرى بذي اللب أن يرى صبوراً ولكن لا سبيل إلى الصبر.

• ما: تعجبية نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
• أحرى: فعل ماضي جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره (هو) والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ (ما).
• بذي اللب: جار ومجرور (فاصل).
• أن يرى: المصدر المؤول في محب نصب مفعول به (المتعجب منه).

إذا كان الفعل في الماضي متصلاً بتاء فأننا نحذفها عند اشتقاق فعل التعجب نحو:

صعبت المعركة/ ما أصعب المعركة/ أصعب بالمعركة.

شروط التعجب القیاسي:

يشترط في الفعل الذي يتعجب منه مباشرة أن يكون:

1. ثلاثياً.
2. تاماً.
3. ليس الوصف منه على (أفعل - فعلاء).
4. مثبتاً.
5. مبنياً.
6. قابلاً للتفاوت.
7. متصرفاً.

• عدل الماضي: ما أعدل الماضي! أعدل بالماضي!
• جمل الوطن: ما أجمل الوطن! أجمل بالوطن!
• عذب الماء: ما أعذب الماء! أعذب بالماء!
• سما العراق: ما أسمى العراق! أسم بالعراق!

إذا فقد الفعل أحد الشروط السابقة فأننا نتعجب منه بطريقة غير مباشرة وكما يلي:

1- إذا كان الفعل غير ثلاثي، أو كان فعلاً ناقصاً (كان وأخواتها)، أو كان الوصف منه على وزن (أفعل فعلاء) كل صفة تدل على لون أو حلية أو عيب، فإننا نأتي بفعل مساعد مستوفٍ للشروط ثم نأتي بعد ذلك بمصدر صريح أوم مؤول للفعل الذي فقد شروطه.

الفعل غير الثلاثي:

انتصر الحق على الباطل.

الفعل المساعد والمصدر الصريح للفعل.

ما أروع انتصار الحق على الباطل! ما أروع انتصار الحق على الباطل!

الفعل المساعد والمصدر المؤول (ما والفعل الماضي إذا كان ماضياً).

• ما أروع ما انتصر الحق على الباطل! أروع بما انتصر الحق على الباطل!
• ينطلق اللاعب.

الفعل المساعد والمصدر الصريح للفعل.

ما أسرع انطلاق اللاعب! أسرع بانطلاق اللاعب!

الفعل المساعد والمصدر المؤول (ما والفعل المضارع إذا كان مضارعاً).

ما أسرع أن ينطلق اللاعب! أسرع بأن ينطلق اللاعب!

إذا كان الفعل ناقصاً:

كان الدواء مراً.

• الفعل المساعد والمصدر الصريح ما أصعب كون الدواء مًرا! أصعب بكون الدواء مراً!
• الفعل المساعد والمصدر المؤول ما أصعب ما كان الدواء مًرا! أصعب بما كان الدواء مراً!

إذا كان الفعل الوصف منه على أفعل فعلاء:

خضر الزرع.

• الفعل المساعد والمصدر الصريح: ما أشد خضرة الزرع! أشدد بخضرة الزرع!
• الفعل المساعد والمصدر المؤول: ما أشد ما خضر الزرع! أشدد بما خضر الزرع!

حمر البلح.

• الفعل المساعد والمصدر الصريح: ما أشد حمرة البلح! أشدد بحمرة البلح!
• الفعل المساعد والمصدر المؤول: ما أشد ما حمر البلح! أشدد بما حمر البلح!

2- إذا كان الفعل مبيناً للمجهول أو كان الفعل منفياً فإننا نتعجب منهُ بؤن نأتي بفعل مساعد مستوفٍ للشروط ثم نأتي بعد ذلك بمصدر مؤول للفعل الذي فقد شروطه.

إذا كان الفعل مبنياً للمجهول:

عرف الحق وهدي إليه الضال.

• ما أحسن ما عرف الحق وما أنفع ما هدي إليه ضال!
• أحسن بما عرف الحق وأنفع بما هدي اليه الضال!

عولج المريض.

ما ألطف ما عولج المريض! ألطف بما عولج المريض!

إذا كان الفعل منفیاً:

• ما فاز الرأي الضعيف.
• ما أجمل ألا يفوز الرأي الضعيف! أجمل بالا بفوز الرأي الضعيف!

لا يهمل الطالب واجبه.

ما أحسن ألا يهمل الطالب واجبه! أحسن بألا يهمل الطالب واجبه!

لا يتردد المجد.

ما أحسن ألا يتردد المجد! أحسن بألا يتردد المجد!

إن كان الفعل منفياً أخذنا الصيغة من الفعل المناسب الذي نختاره بالطريقة السالفة، ووضعنا بعدها مضارع الفعل المنفي مسبوقاً ب (أن المصدرية والنفي)، نحو:

ما حضر خطيب الحفل.

ما أقبح ألا يحضر خطيب الحفل.

• ما: تعجبية نكرة تامة بمعنى شيء مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ.
• أقبح: فعل ماضٍ جامد لإنشاء التعجب مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر.
• ألا يحضر: المصدر المؤول في محل نصب مفعول به.
• أقبح بألا يحضر خطيب الحفل.
• أقبح: فعل ماض جامد على صيغة الأمر لإنشاء التعجب مبني على السكون.
• الباء: الباء حرف جر زائد لازم.
• ألا يحضر: المصدر المؤول فاعل مرفوع محلاً مجرور لفظاً.

لا يتعجب مطلقاً من الفعل الجامد نحو (ليس - نعم - بئس - حبذا - لا حبذا - عسى - حرى - أخلولق - قلما - طالما - كثرما - قصرما - شدما) لأن الفعل الجامد ممنوع من التصرف فيلزم حالة واحدة لا يتغير.

لا يتعجب من الفعل غير القابل للتفاوت نحو (مات، هلك، غرق، عمي، فني) لأنه غير قابل للنقص والزيادة ولا مزية لبعض فاعليه على البعض.

إن الفعل المستوفي للشروط يمكن التعجب منه بالطرائق كافة نحو: فصح العرب.

• ما أفصح العرب! أفصح بالعرب!
• ما أحسن ما فصح العرب! أحسن بما فصح العرب!
• ما أحسن أن يفصح العرب! أحسن بأن يفصح العرب!
• ما أحسن فصاحة العرب! أحسن بفصاحة العرب!