ثامناً: وفاة الملك فيصل الاول وتولى الملك غازي العرش

وفاته:

توفي الملك فيصل الأول في سويسرا مساء يوم (7 أيلول 1933م) بسبب انسداد بالشرايين حسب ما جاء في البيان الرسمي الذي أذيع في اليوم التالي.

س: كيف يمكنك بإيجاز تقويم سياسة الملك فيصل؟

يمكن القول بأن شخصية الملك فيصل كان لها تأثيرها وسحرها وقدرتها على إزالة العقبات والتمسك بأماني العراق الوطنية والقومية وكانت قيادته لدولة العراقية في مرحلة تأسيسها قيادة الربان الماهر وكانت وفاته في الظروف الحرجة التي كان يمر بها العراق بعد دخوله عصبة الأمم وحصوله على الاستقلال أمراً محزناً لما عرف عنه من قدرته وقابلية في توجيه الجهود نحو بناء الوحدة الوطنية.

تولي الملك غازي العرش:

نبذة عن حياته: ولد الملك غازي في مكة في (21 آذار 1912م) وعاش سنوات طفولته الأولى في الحجاز وعند صدور القانون الأساسي العراقي أصبح غازي ولياً للعهد، واهتم والده بإعداده لولاية العهد، وتربيته تربية عربية بموجب منهج خاص، درس في مدرسة (هارو) في بريطانيا، ودخل المدرسة (الكلية) العسكرية وتخرج فيها برتبة ملازم ثاني خيال، واكتسب شعبية واسعة بين العراقيين الذين وجدوا فيه الشخص الذي يمكنه أن يتحدى الإنكليز ويتجاهل رغباتهم، حتى اتخذ من ظهوره في المناسبات فرصة لتعبير عن مشاعر الشعب والهتاف ضد بريطانيا.

تنصيبه: بعد وفاة الملك فيصل الأول في صباح يوم 8 أيلول توجه رئيس الوزراء والوزراء وبعض الأعيان والنواب إلى القصر الملكي وقدموا التعازي إلى الامير غازي وطلبوا منه بصفته ولي للعهد أن يؤدي اليمين الدستوري التي نص عليها القانون الأساسي تمهيداً لمبايعته، فلما أدى اليمين أعلن رئيس الوزراء تتويجه ملكاً بإسم الملك غازي الأول فتقدم الحاضرون مهنئين وأطلقت المدفعية مائة وواحد طلقة في (11 أيلول) وعقد مجلس الأمة اجتماعاً طارئاً لأداء الملك اليمين القانوني وفي كلمة قصيرة دعا الملك الشعب إلى مؤازرته في النهوض بالمملكة إلى أوج التقدم والعمران.